الجريحة في المحلَّة

من ربع قرنٍ والجياع مضللون

يتسولون الخبز في طرق المذلة

والجدب يضرب كل شيءٍ

لا ترى في الأرض ظلا

وعلى المدى يقف الجباةُ مدججين وربهم بين القطيع تراه فحلا

والناس ُ تمضي في طريق الذبح مخدوعون بالصبر المُحلَّى

يتوسمون الخير في رب الذئاب

وخاب من بمغارة الذئب استظلا

* * *

قد كانت الأرض العزيزة تحتسي كأس الكرامة مشرقاٌ حتى تولَّى

فإذا بكأس الشهد صارت في كفوف الناس خلا

وتطأطأت هامات عزٍ أُسقيت عاراً وذلا

وتضاءل الوطنُ العظيمُ وهان في الدنيا جميعاً واضمحلا

والناس ُ تصرخ فيه يا رب العباد قد كفرنا بحكمكم

فاترك وكن رجلاً تخلَّى

لا تحسبن الأرض تجهض حملها عند ارتحالك أو تكف سماؤنا مطراً وطلا

لا تحسبن الشمس لن تحنو على الفقراءِ بعدك أو تصير بدفئها ماضٍ وولَّى

الداء أنت وأنت الموتُ إن طالت بنا العلَّة

* * *

يا عصبةً قد فرعنت فرعون حتى صار للرحمن ظلا

من قال إن الأرض يحكمها اللصوص ومن أضلا

في كل زاويةٍ فسادٌ قاده أحد الجباة ليستغلا

وإذا دنا الرجل الشريف من الحمى ثار الذئابُ ومن مشانقهم تدلى

* * *

هذي دماء الأبرياء تفرقت فمن بربك قد أحلا

والجند مأمورون ألا يتركوا طيراً على الطرقات حلا

فالبعض في ظلم القبور تحللوا والبعض في ظلم السجون اختلا

لكن يوم حسابكم آتٍ غداً وإذا أتى يومُ الحساب رأيت أسيافاً مُسلَّة
هذي الجموع لسوف تنفث في غدٍ غضباً وغلا
ولسوف تسحق من أجاعوها
وباعوا حلمها جشعاً وجهلا
ولسوف يدرك من بغى أن الشعوب وإن بدت مغلوبةً عن أمرها فستستفيق لساعةٍ لتقيم في الآفاق عدلا
طوبى لنا طوبى لمن هجروا الحياة وآثروا موتاً عزيزاً مستقلا

محمد عمار- مصر